عاد التوتر إلى علاقات روسيا مع الغرب، على خلفية تصميم حلف الناتو إجراء تدريبات عسكرية في
جورجيا المجاورة، من جهة، وتوقيع موسكو اتفاقية مع جمهوريتي أوسيتيا الجنوبية وابخازيا، تلتزم فيها
بحمايتهما.
تتضمن الاتفاقية حراسة روسيا لحدود الجمهوريتين الانفصاليتين، من خطر محتمل، عبّر عنه مكتب
الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف، بخطر العدوان المخيم، مع حشد القيادة الجورجية نحو 2500
عسكري. وتأتي الاتفاقية بعد مرور أقل من عام على حرب خاضتها روسيا ضد جورجيا بسبب أوسيتيا
الجنوبية.
كما تأتي الاتفاقية قبل أسبوع من بدء مناورات عسكرية، يصر الناتو على إجرائها في جورجيا، ابتداء من
السادس من الشهر الجاري، بينما طالبت روسيا بإلغاء برمجتها واعتبرت أنه لا يجب إجراء تدريبات
عسكرية في مكان جرت فيه حرب. وقال ميدفيديف إن المناورات ترقى لأن تكون تحديا من الغرب.
ونقلت المصادر على خلفية التوتر تأهّب الجيش الروسي على الحدود مع جورجيا وإحكام قبضته عليها.
وتعتبر روسيا العلاقات الجورجية مع حلف شمال الأطلسي امتدادا لهذا الأخير، وتربط بين تلك العلاقة
وخطط الولايات المتحدة نشر دروعها الصاروخية على الأراضي التشيكية والبولونية، إضافة إلى علاقات
الناتو بأوكرانيا، وخطط بعض هذه الدول الانضمام إليه، لترى في كل هذا تهديدا لمحيط أمنها الاستراتيجي.
وقبل يومين، تفجّرت أزمة أخرى بين روسيا والناتو، بسبب طرد دبلوماسيين روسيين اتهمهما بممارسة
نشاط تجسسي عليه. وقد نفت موسكو أمس، ما نسب للدبلوماسيين ووصفت قرار الناتو بـ''الاستفزاز
الفج''، بينما أوضحت مصادر من الناتو أن الدبلوماسيين متورطين في فضيحة تجسس، سجن فيها مسؤول
أستوني قام بنقل أسرار إلى موسكو.
للإشارة، فإن علاقات روسيا بالناتو عرفت تحسنا طفيفا في الآونة الأخيرة، بالتوازي مع تقارب مع
الولايات المتحدة وعودة الحوار بشأن الحد من الأسلحة الاستراتيجية، إلا أن الخارجية الروسية وصفت
قرار طرد الدبلوماسيين، بكونه محاولة لإعاقة تحسين العلاقات الأمريكية الروسية وتعهدت بردّ قياسي
وحاسم.
وتوترت علاقة الناتو بروسيا أثناء الحرب مع جورجيا، لكن جهود أطراف أوروبية حالت دون تصعيد
حقيقي ضد موسكو، وهو ما أثار في الأخير تذمر تبليسي.