الرئيسية
مباشرة بعد إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية، نظم الخاسرون في رئاسيات 2009 ندوات صحفية، أعلنوا فيها غضبهم من كثـرة التزوير· غير أن الغريب في أمرهم أنهم يحملون الإدارة كل التجاوزات، في حين يبرئون الفائز من تلك التهم·
فمثلا حين سئل المترشح عن حركة الإصلاح، محمد جهيد يونسي، من المسؤول عن التزوير؟ في زيارة قادته يوم إعلان النتائج إلى المركز الدولي للصحافة، قال إن المسؤول هي الإدارة وليس المترشح عبد العزيز بوتفليقة، وقال أيضا: ''زادوا على واش وصاوهم''· وكذلك الشأن مع مرشحة العمال لويزة حنون التي اتهمت الإدارة ممثلة، حسبها، في رؤساء البلديات والدوائر والولاة، في حين برأت الوزير نور الدين يزيد زرهوني والرئيس عبد العزيز بوتفليقة· وكذلك تصريحات فوزي رباعين توحي بهذا، في حين آثـر كل من محمد السعيد وموسى تواتي الصمت·
هؤلاء المترشحون لم يوظفوا مراقبين في مكاتب الاقتراع، ليقوموا بعملية المراقبة، وهو ما أعلن عنه المراقبون الدوليون في تقييمهم للعملية، وهو ما وقف عليه أيضا الصحافيون الذين تنقلوا عبر مختلف المكاتب الانتخابية، مما يعني أنهم لم يعملوا على الحد من التزوير عن طريق المراقبين، ولا يمكن تبرير هذا بكثـرة المكاتب، فالمترشح الذي لا يملك عددا من الملاحظين كيف به يدخل معتركا انتخابيا من حجم الرئاسيات، كما كان باستطاعتهم الاتفاق على مخطط مراقبة يحمي أصوات من يختارهم، ويضعون حدا ولو نسبيا للتجاوزات·
ومن جهة أخرى، فإن المترشحين لم يوجهوا أصابع الاتهام إلى المترشح المستقل عبد العزيز بوتفليقة، ومديرية حملته الانتخابية تحت قيادة الوزير عبد المالك سلال، بل إن منهم من برأ المديرية من تلك التجاوزات، وبرأ أيضا وزير الداخلية منها، وحملوا الإدارة المسؤولية كاملة· وهل يمكن للإدارة أن تقوم بما قامت به بطريقة عفوية دون وجود أياد تريد ذلك وتسعى جاهدة لتحقيق نسبة من مثل هذا النوع·
قبيل إقدام الخمسة على الترشح، صرح رئيس حزب عهد 45، فوزي رباعين، أنهم استشاروا الرئيس إن كان ترشحهم ومنافسته له يرضيه أم لا، ثم قبلوا بمنافسته رغم معرفتهم المسبقة بالنتائج المحسومة، ومنهم من أيّد العهدة الثالثة برفع الأيادي بنعم في تعديل الدستور، فكيف يمكن لهم أن ينتقدوه، أو ينتقدوا مديرية حملته الانتخابية التي تضم عددا لا بأس به من ممثلي الإدارة، أو من يسانده، إذا هم لم يجدوا من يحملوه المسؤولية عن النتائج الهزيلة الممنوحة لهم سوى الإدارة·
كما أن الخمسة اعتبروا أن التزوير أضر بسمعة الرئيس الفائز، كما هو الشأن مع تصريحات جهيد يونسي حين قال إن ''هذه الانتخابات تسيء للجزائر وسمعتها وحتى الشخص الفائز نفسه''، الذي يبقى دائما خارج كل الاتهامات، وأن التزوير وقع دون علمه وحبا من الإدارة في شخصه، تماما كما جاء في تصريحات القيادي في حزب جبهة التحرير، عبد الرحمان بلعياط، الذي اعتبر أن ''المبالغة في تعليق صور الرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة مبالغ فيه، وأن الرئيس نفسه لم يطلب ذلك''، وكل ما في الأمر أن محبي الرئيس وعلى رأسهم الإدارة دخلوا في فوضى عارمة من قوة حبه أدت إلى كثـرة تعليق الصور في كل مكان، والى قوة التزوير يوم الاقتراع· وحسب المترشحين ليتهم لم يفعلوا ذلك، لأن الفائز معروف ونسبة التزوير ''أضرت بسمعته''·
محمد· ب
